مقالات

التربية والسلوك

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على مَن لا نبيَ بعده ،وعلى آله وصحبه ومَن سَار على نهجه واتبع حزبه.

وبعد

إن التصوف السني المبني على قواعد الكتاب والسنة علم من العلوم الإسلامية الأصيلة، وطريق لتهذيب النفوس وتربيتها، قال – تعالى- ﴿وَنَفۡسࣲ وَمَا سَوَّىٰهَا ۝٧ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ۝٨ قَدۡ أَفۡلَحَ مَن زَكَّىٰهَا ۝٩ وَقَدۡ خَابَ مَن دَسَّىٰهَا ۝١٠ ﴾ [الشمس: 7-10]  وهي مقام الاحسان المذكور في حديث جبريل -عليه السلام- حينما قال لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم أخبرني عن الاحسان؟ فقال – صلى الله عليه واله وسلم- : ” أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك”1 ، والغض من قدر هذا العلم غلو وتنطع .

فاتباع كل من ادعى مشيخة الطريق دون اتباع للكتاب والسنة انحلال لا يرضاه الإسلام قال الجنيد لأحد تلامذته:- ” يا فتى الزم العلم ولو ورد عليك من الأحوال ما ورد ويكون العلم مصحوبك، فالأحوال تندرج فيك وتنفذ، لأن الله عز وجل يقول:- ﴿وَٱلرَّٰسِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَٰبِ ۝٧﴾ [آل عمران: 7] 2.

وأن أمة المسلمين أمة واحدة ، وكثير مما بينهم من خلاف ليس حقيقيًا ،وإنما نتج عن اتباع هوى النفس، وإصلاح النفوس سيزيل كثيرًا من العقبات في طريق وحدة المسلمين3 .

ولذا قال الامام الجنيد ” علمنا هذا مقيد بالكتاب والسنة، فمن لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ولم يتفقه ، لا يقتدى به”4

وعلق الشيخ محيى الدين على هذا الكلام فقال :-

” (علمنا هذا مقيدبالكتاب والسنة)، وهما الأصلان الفاعلان، والإجماع والقياس إنما يثبتان وتصح دلالتهما بالكتاب والسنة ، فهما أصلان في الحكم منفعلان ، فظهرت عن هذه الأربع الحقائق نشأة الأحكام المشروعة التي بالعمل بها تكون السعادة”

والهدف من هذا العلم :-

-بناء فرد المسلم عارف بربه ، محاسب لنفسه في كل الأحوال مراقب لأفعاله بكل الأوقات، قادر على إصلاح نفسه وَمَنْ حوله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى